Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
albasseira.overblog.com

un blog qui traite des sujets sur l'islam

مفهوم الفقه الإسلامي



مفهوم الفقه الإسلامي


الفقه في اصطلاح أهل الصدر الأول:
إن الفقه عند العرب: الفهم والعلم، وبعد مجيء الإسلام غلب اسم الفقه على علم الدين لسعادته وشرفه وفضله على سائر العلوم، فإذا أطلق علماء الصدر الأول اسم (الفقه) فإنه ينصرف في عرفهم إلى علم الدين دون غيره من العلوم وكان علم الدين في ذلك الوقت يتمثل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلمففي الحديث يقول الرسول صلى الله عليه و سلمنضّر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه (1) و واضح من الحديث أن مراد الرسول صلى الله عليه و سلم بالفقه المحمول هو كلامه صلوات الله عليه وسلامه.

والتأمل في الحديث السابق يدلنا على أن الفقيه هو صاحب البصيرة في دينه الذي خلص إلى معاني النصوص، واستطاع أن يخلص إلى الأحكام والعبر والفوائد التي تحويها النصوص، يدلنا على هذا قوله صلى الله عليه و سلم ب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه (2) فمراده بقوله (أفقه منه) أي أقدر منه على التعرف على مراد الله وأحكامه وتشريعاته وقوله (ليس بفقيه) أي ليس عنده القدرة على استخلاص الأحكام والعلم الذي تضمتنه النصوص. وقد كان الفقهاء من الصحابة والتابعين معروفين بارزين، قال يحيى بن سعيد الأنصاري وكان أول من أدرك صغار الصحابة وكبار التابعين: (ما أدركت فقهاء أرضنا إلا يسلمون في كل ثنتين من النهار) فكلمة الفقهاء كانت تُرَدَّدُ في الأحاديث وعلى ألسنة الصحابة والتابعين وأتباع التابعين دالة على أصحاب البصيرة النافذة في دين الله الذين فهموا عن دين الله ورسوله صلى الله عليه و سلم وقد كانت سمات الفقهاء واضحة وعلاماتهم بارزة وقد دل الرسول صلى الله عليه و سلمعلى شيء من صفاتهم في أحاديثه كقوله صلى الله عليه و سلمطول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه  (3) و كقول أبي الدرداء  (من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ) وكقول ابن مسعود (من فقه الرجل أن يقول لما لا علم له به: الله أعلم) وقد كان الفقه عند أهل الصدر الأول فقهًا شاملًا للدين كله، غير مخصص بجانب منه وقد كان الفقيه عندهم يعنى بالأصول قبل الفروع ويعنى بأعمال القلوب قبل عامل الأبدان، ولذلك سمى الإمام أبو حنيفة ورقات وضعها في العقيدة باسم (الفقه الأكبر) فالفقه كان يشتمل في ذلك العهد علم العقيدة وأحكام الفروع والأخلاق وفي ذلك يقول الحسن البصري: (إنما الفقيه المعرض عن الدنيا الراغب في الآخرة البصير بدينه المداوم على عبادة ربه الورع الكافّ عن أعراض المسلمين العفيف عن أموالهم الناصح لجماعتهم).

1 الترمذي العلم (2656), أبو داود العلم (3660), ابن ماجه المقدمة (230), أحمد (5/183), الدارمي المقدمة (229).
2 الترمذي العلم (2656), أبو داود العلم (3660), ابن ماجه المقدمة (230), أحمد (5/183), الدارمي المقدمة (229).
3 مسلم الجمعة (869), أحمد (4/263), الدارمي الصلاة (1556).




Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article