Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
albasseira.overblog.com

un blog qui traite des sujets sur l'islam

حاجة البشر إلى الرسالة

حاجة البشر إلى الرسالة

خلق الله البشر وهو أعلم باحتياجاتهم .

لقد خلق لهم أجساداً تحتاج إلى الغذاء لكى تنمو وتعيش حتى تقضى أجلها المقدر لها، كما تحتاج إلى الكساء والمأوى. وخلق لهم عقولاً تحتاج إلى المعرفة والتعليم لتقوم بما تطلبه الأجساد من غذاء وكساء ومأوى، وتقوم بما كلف الإنسان به من عمارة الأرض: ((هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها))(هود:61).

وخلق لهم أرواحاً تحتاج إلى الهداية لتستقيم حياة الإنسان في الدنيا والآخرة .

ثم إن الله تكفل بكل احتياجات البشر، لأنهم لا يملكون شيئاً بغير تلك الكفالة الربانية التي تعطيهم كل شيء، وبغيرها لا يملكون شيئاً على الإطلاق .

تكفل بالرزق كله، وجعله في متناول الإنسان في الأرض التي نشأ منها وفيما يحيط بها من ماء وهواء وأفلاك: ((وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها قدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين))(فصلت :1.).

((هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه))(الملك : 15).

((والله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجرى في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار(22) وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار(33) وآتاكم من كل ما أسلتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها))(إبراهيم 32-34).

((وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه)) (الجاثية:13).

وتكفل بالمعرفة التي تحتاج العقول إليها، وزود الإنسان بالأدوات اللازمة لتحصيلها: ((وعلم آدم الأسماء كلها)) (البقرة:31).

((والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون))(النحل:78).

((اقرأ وربك الأكرم(3) الذي علم بالقلم(4) علم الإنسان ما لم يعلم))(العلق:3-5).

((وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجلعنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلاً))(الإسراء : 12).

وتكفل كذلك بالهداية التي تحتاج إليها الأرواح فأرسل الأنبياء والرسل ليبينوا للناس الحق ويهدوهم إليه: ((ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت))(النحل: 36).

ومع أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بكل ذلك رحمة منه بعباده بغير إلزام (فمنذا الذي يملك إلزام الله جل وعلا بأى شيء على الإطلاق؟!).. مع ذلك فإن الإنسان ليطغى ، ويظن في لحظة غفلته أنه مستغن عن كفالة الله في أى أمر من الأمور! ((كلا إن الإنسان ليطغى(6) أن رآه استغنى))(العلق: 6،7).

يظن أحياناً أنه – بجهده الذاتى – هو الذي يخرج الزرع من الأرض ليأكله، ويستخرج الماء ليشربه، ويعمر الأرض ليسكنها بها، ويقول : أنا الذي فعلت ذلك!

من أجل ذلك يذكره الله : ((أفرأيتم ما تحرثون(63) أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون(64) لو نشاء لجعلناه حطاماً فظلتم تفكهون(65) إنا لمغرمون(66) بل نحن محرومون(67) أفرأيتم الماء الذي تشربون(68) أأنتم انزلتموه من المزن أم نحن المنزلون (69) لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون(7.) أفرأيتم النار التي تورون(71) أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون(72) نحن جعلناه تذكرة ومتاعا للمقوين(73) فسبح باسم ربك العظيم))(الواقعة:63-74).

وبذلك يرده إلى الحقيقة، وهي أن الله هو المنشئ والصانع، وأنه إذا كان – سبحانه – قد يسر للإنسان تسخير طاقات السماوات والأرض لعمارة الأرض وسكناها والاستمتاع بخيراتها، فكل ذلك من عنده – سبحانه- وبما أودع الإنسان هذه المعرفة لمنفعته. ولكن الإنسان بذاته لا يملك شيئاً! ولو شاء الله لجعل الزرع حطاماً بعد أن يبذل الإنسان بذاته لا يملك شيئاً! ولو شاء الله لجعل الزرع حطاماً لا يصلح للشرب، ولو شاء كذلك لم ينشئ المادة التي تتولد منها الطاقة الحرارية التي يستدفئ بها الإنسان فأوجعه البرد أو قضى عليه!

كذلك يفرح الإنسان بما عنده من العلم ويحسب أنه من عند نفسه، وأنه مستغن به عن الله، فيذكره الله : ((والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون))(النحل:78).

فأدوات المعرفة هي أصلاً منحة من عند الله، فضلاً عن أنها لا تؤدى إلى المعرفة بذاتها، وإنما بما أودعها الله من قدرة على التعلم : ((الذي علم بالقلم(4) علم الإنسان ما لم يعلم))(العلق: 4،5).

ولو شاء الله لذهب بسمع الناس وأبصارهم وأفئدتهم فلا يقدرون على شيء! أو لو شاء لسلب قدرتهم على التعلم فلا يقدرون على شيء مع وجود السمع والأبصار !

كذلك يظن الإنسان أنه مستغن عن هداية الله، أو أنه أعلم بأموره ومصالحه من الله!

والجاهلية المعاصرة أوضح مثال على ذلك، وإن كانت الجاهليات كلها – لسبب أو لآخر – تتنكب طريق الهداية الربانية .

يقول الإنسان لنفسه في كل جاهلية، وفي الجاهلية المعاصرة بصفة خاصة: إن لى عقلاً يفكر، فأنا أفكر بعقلى وأدبر أمرى كله بغير حاجة إلى هداية الله.

ثم يكون من نتيجة ذلك كل الضلال والظلم والاضطراب الذي تعج به كل جاهلية، وهذه الجاهلية بصفة خاصة!

إن الإنسان الجاهلى حين يقول هذه القولة الضالة يغفل عن مجموعة من الحقائق :

  1. يغفل أولاً عن أن هذا العقل الذي يتيه به عجباً هو موهبة من عند الله وليس كباً ذاتياً من عند الإنسان! فواجب الشكر على هذه النعمة ذاتها يقتضى أن يرجع الإنسان إلى ربه فيما أمر به من منهج لاستخدام هذا العقل والاستفادة بطاقته، وقد رسم الله منهجاً للتفكر في ملكوت الله يؤدى بالإنسان إلى معرفة الله الواحد الحق، وما ينبغى تجاه الله من عبودية وطاعة والتزام.
  2. ويغفل ثانياً عن أن الله منشئ هذا العقل ومانحه للإنسان قد جعل لطاقته حدوداً معينة لا يستطيع أن يتعداها، ثم كلفه ما يدخل في طاقته، ولم يكلفه ما لا يقدر عليه وما ليس من شأنه.

فهذا العقل – مثلا- مهيأ للتعامل مع الكون المادى، واستنباط السنن التي يجرى بها الله هذا الكون ( أى ما نسميه في علم الفيزياء: خواص المادة)، واستخدام هذه المعرفة في تسخير طاقات السموات والأرض من أجل عمارة الأرض والاستمتاع بما فيها من متاع .

ولكنه ليس مهيأ لمعرفة الغيب مهما اجتهد ومهما حاول .

وليس قادراً على الإحاطة بالأشياء كلها، وأوضح دليل على ذلك ((العلم)) ذاته، فهو يصف ما يستطيع معرفته من ((ظواهر)) الأشياء ولكنه لا يتعرض ((لكنهها))؛ لأن ((لكنه)) خارج عن إدراكه! يتحدث مثلاً عن ظواهر الكهرباء ولكنه لا يعرف ما سرها. يتحدث عن خواص المادة ولكنه لا يتحدث عن المادة ذاتها، ولقد حللها إلى أبسط تكويناتها وهي الذرة، ثم حلل الذرة، فقال : إنها طاقة كهربية سالبة وموجبة ومتعادلة. وبقى السؤال الذي لا جواب له عند العلم، ولا عند العقل: ما الطاقة ذاتها؟! سؤال لا إجالة له إلا هذه الإجابة: إنها شيء أودعه الله في بنية هذا الكون فحسب!

فإذا كان هذا موقف العقل من الأشياء فكيف يكون هو الحكم في الغيبيات التي لا سبيل له إلى إدراكها، وفي الأمر التي يحتاج الحكم فيها إلى الإحاطة الكاملة بكل شيء؟!

3- على أن هذا الإنسان الجاهلى حين يقول هذه القولة الضالة يغفل عن شيء آخر شديد الأهمية (أو هو يغالط فيه في الحقيقة)، وهو أن الذي يتحكم في حياة الناس في الجاهلية ليس هو العقل في الحقيقة ولكنه الهوى والشهوات، سواء كان هوى فرد واحد أو مجموعة من الأفراد أو هوى كل الناس!

والجاهلية المعاصرة أوضح نموذج لذلك .

وإلا فأين مكان ((العقل)) عند الناس في الفوضى الخلقية المتفشية اليوم في أرجاء الأرض، وكل تجارب التاريخ تؤكد أنه ما من أمة فشت فيها الفوضى الخلقية إلا كان مصيرها الانهيار؟!

وأين العقل عند الدول الكبرى وهي تنفق على أسلحة الدمار ما لو أنفقته في شئون السلم ما بقى في الأرض كلها جائع واحد ولا محتاج؟!

وأين ذهب العقل عن ((الإنسان)) كله في هذه الجاهلية، وهو يرى نتيجة بعده عن الله: الاضطراب والحيرة والأمراض النفسية والعصبية والقلق والجنون والضياع، ومع ذلك يصر على المضى في طريق الغواية ويتنكب طريق الله؟!

كلا! إنه ليس العقل هو الذي يتحكم في حياة الناس في الجاهلية، ولكنه الهوى والشهوات.. ثم يزعم الإنسان لنفسه أنه في غنى عن هداية الله؟!

على أن الجاهلية المعاصرة – وإن كانت أسوأ جاهليات التاريخ وأشدها عتواً – ليست هي النموذج الوحيد لضلال البشرية حين تبعد عن هداية الله. والتاريخ ملئ بالنماذج الصارخة على ذلك الضلال.

ففي الجاهلية الفرعونية كان الفرعون – وهو بشر يولد من أبوين بشريين – يعد إلهاً! وتصل به الجرأة على الله أن يقول على ملأ من الناس: ((أنا ربكم الأعلى))! ويعبده الناس ويتقدمون له بشعائر العبادة!

وفي الجاهلية الهندية تعد البقرة إلهاً ويتبرك الناس بالاستحمام من بولها المقدس!

وفي الجاهلية العربية – وغيرها – كانوا يعبدون أصناماً ينحتونها بأيديهم ثم يقدمون إليها القرابين والصلوات!

وبالإضافة إلى هذه الضلالات التي تقع فيها الجاهليات فهنالك لون آخر من الرك تقع فيه كل جاهلية حين لا تتحاكم إلى شريعة الله .

فحين لا يكون شرع الله هو المتبع فلابد أن يشرع البشر لأنفسهم، وعندئذ يصبح بعض الناس أرباباً لبقية الناس. فالذين يشرعون من دون الله ويحلون ويحرمون على هواهم يتخذون من أنفسهم أرباباً في الواقع، ويستعبدون الناس بسلطانهم ويخضعونهم لأهوائهم. والآخرون عبيد لهذه الأرباب، ينفذون إرادتها ولا يملكون مخالفتها، لأنها تملك السلطة التي تخضعهم بها. ومن هنا يصبح الإنسان عبداً لبشر مثله، بدلاً من أن يكون على وضعه الكريم الذي كرمه به الله: عبداً لله وحده دون شريك .

وفضلاً عن ذلك فإن الفئة التي تشرع تضع التشريعات دائماً لصالحها على حساب المستضعفين الذين يقع عليهم عبء هذه التشريعات دون أن ينالوا من خيراتها إلا الفتات. فحين كان الإقطاع سائداً في الأرض كان الإقطاعى هو السيد الذي يملك السلطة والباقون هم العبيد. وفي الرأسمالية يكون الرأسماليون هم السادة المسيطرون والعمال هم العبيد. وفي الشيوعية يكون الحكام – أعضاء الحزب الشيوعى هم العبيد. ولا يكون الناس أحراراً إلا حين تكون شريعة الله هي الحاكمة في الأرض. فعندئذ فقط يكون الحاكم والمحكوم سواء أمام القانون، لأنه قانون الله المنفذ على الجميع، لم يضعه فرد ولا طائفة لمصلحتهم الخاصة. ويكون الحاكم والمحكوم معاً عبيداً لله على سواء، خاضعين لحكم واحد هو شريعة الله .

كذلك توجد دائماً في كل جاهلية ألوان من الاختلالات الاجتماعية والخلقية والنفسية والفكرية تنشأ كلها من الابتعاد عن منهج الله .

ففي الجاهليات القديمة تجد أمثلة مضحكة ومقززة في ذات الوقت .

فقد كان المجرم في الجاهلية الإغريقية يعد بطلاً إذا استطاع أن يرتكب جريمته ويفلت من العقاب! أما إذا لم يستطع الإفلات ووقع في يد الشرطة فعندئذ فقط يعد مجرماً يستحق العقاب ...

وفي الجاهلية العربية كانوا يئدون البنات، وكان الرجل يرث عن أبيه كل شيء حتى زوجاته (غير أمه) فيصبحن جزءاً من الميراث!!

وفي بعض بلاد الهند والتبت كانت المرأة التي يموت عنها زوجها تدفن معه حية ولا يعد ذلك جريمة في نظر الناس، وإنما يعد قياماً بواجب الوفاء من الزوجة لزوجها!

وأما الجاهلية المعاصرة فلا تقل سوءاً إن لم تكن أسوأ! ونظرة سريعة إلى المجتمع البشرى المعاصر تكشف عن بشاعة ما فيه من اختلالات.

تقول الإحصاءات الأمريكية: إن نسبة الطلاق في أمريكا تزيد على 4.% من مجموع الزيجات، ومعنى ذلك اضطراب أحوال الأسرة وعدم استقرارها.

وتقول إن مرض الجنون يفتك بعدد من أفراد الشعب الأمريكى يزيد على أى وباء آخر من الأوبئة الفتاكة. ومعنى ذلك أن نوع الحياة الذي تقدمه الجاهلية المعاصرة لا يتلاءم مع فطرة الإنسان ولا يسعدها.

وتقول: إن نسبة الجريمة في ارتفاع مستمر، وإن وسائل الإعلام و((التليفزيون)) بصفة خاصة من العوامل المؤثرة في ارتفاع نسبة الجريمة .

وتقول : إن الجنوح الإجرامى عند الأطفال والمراهقين أصبح يشكل خطراً على مستقبل الأمة، وإن من أهم أسباب هذا الجنوح غياب الأم عن البيت لانشغالها في العمل، وعدم وجود من يرعى الأطفال وينشئهم التنشئة الصالحة لأن المحاضن لا يمكن أن تغنى غناء البيت.

وهذا كله رغم الرفاهية الظاهرية التي يعيش فيها الشعب الأمريكى!، كلا، لا يستطيع الإنسان أن يحيا حياة سليمة بعيداً عن الهداية الربانية .و كل حياة البشر بعيداً عن المنهج الربانى خلال التاريخ مصداق لهذه الحقيقة وشاهد عليها .

ولم يستطع العقل البشرى مرة واحدة أن يضع منهجاً متكاملاً خالياً من العيوب.. وكلما أبرز التطبيق العملى عيباً في تلك المناهج البشرية حاول البشر إصلاحه بعيب جديد تظهر نتائجه المنحرفة بعد حين من الزمان.

ذلك أو وضع المنهج الصالح لحياة البشر يحتاج إلى جملة أمور يقصر عنها العلم البشرى.

أولاً : يحتاج إلى معرفة حقيقية كاملة بالكيان البشرى ذاته. والإنسان – على الرغم من كل العلم المادى الذي عرفه – ما يزال شديد الجهل بكيانه الذاتى، كما يقول ((ألكسيس كاريل)) أحد المفكرين الغربيين، وهو بالتالى شديد الجهل بما يصلحه وما يصلح له.

ثانياً : يحتاج إلى إحاطة كاملة بماضى الجنس البشرى وحاضره ومستقبله، والتجارب التي خاضها وأسبابها ونتائجها. وهذا يستحيل استحالة كاملة على الإنسان، لأن كثيراً من أحداث الماضى مجهول له، وهو عاجز عن الإحاطة بكل أحداث الحاضر الذي يعيشه، أما المستقبل فهو غيب موصد أمامه لا يستطيع الاطلاع عليه.

ثالثاً : ثم إنه يحتاج أن يكون واضع المنهج غير متحيز، لا مصلحة له في أمر من الأمور، ولا هوى ولا شهوات. وهذا أمر لا يتوفر أصلاً في الإنسان، الذي ينجذب دائماً إلى مصلحته الذاتية (كما يراها من وجهة نظره وكثيراً ما تكون خاطئة) وتحركه دائماً الأهواء والشهوات ما لم يلتزم بأمر الله: ((إن الإنسان خلق هلوعاً(19) إذا مسه الشر جزوعاً(2.) وإذا مسه الخير منوعاً (21) إلا المصلين)) (المعارج: 19-22).

رابعاً : ويحتاج واضع المنهج إلى علم كامل بمن يطيعه في السر والعلن، وإلى قدرة تامة على مجازاة من يطيع ومعاقبة من يعصى حتى يكون المنهج محترماً ومطبقاً، وهذه الأوصاف لا تتوافر في الجنس البشرى، فالإنسان لا يرى إلا في حدود ما تبصر عيناه، ولا يسمع إلا في حدود ما يبلغ سمعه .

أما الله عز وجل فإنه يعلم جميع ما يفعله الإنسان من خير وشر، قال تعالى : ((ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم))(المجادلة:7).

والله عز وجل قادر على أن يجازى من أطاعه ويعاقب من عصاه على الدقيق والجليل، قال تعالى : ((فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره(7) ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره))(الزلزلة:7،8).

ومن ثم فإن المنهج الصالح لا يمكن أن يأتى إلا من مصدر واحد هو الله تعالى.

فالله هو الذي يعلم حقيقة الإنسان لأنه هو الذي خلقه سبحانه : ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير))(الملك:14).

والله هو الذي يعلم كل شيء في حياة البشر – وفي الكون كله- علم إحاطة واطلاع: ((يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور))(سبأ : 2).

((عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين))(سبأ:3).

والله هو الذي شرع التشريع الحكيم لأنه هو الغنى القادر، وليس محتاجاً إلى شيء مما عند الناس وهو الواهب لهم كل شيء، وهو الذي لا يزيد في ملكه أن يكون الناس كلهم على قلب أتقى رجل منهم، ولا ينقص في ملكه أن يكونوا على قلب أفجر رجل منهم كما يقول الحديث القدسى .

والهداية الربانية التي تشتمل على المنهج الصالح لحياة البشر طريقها هو الرسل والرسالات.

ومن ثم تصبح الرسالة حاجة بشرية لا غنى عنها، ولا استقامة لحياة البشر بدونها .

وكمال تكفل الله سبحانه وتعالى – رحمة منه بعباده – بكل ما يحفظ حياتهم من الطعام والكساء والمأوى والعقل المدبر المنظم، فقد تكفل – سبحانه – كذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب لتستقيم حياة الناس في الأرض.

((لقد أرسلنا رسلناً بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط))(الحديد:25).

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article