من خلال هذا النص الكريم من كتاب الله، نرى المحوريناللذين تشملهما الآية المنزلة، وهما: التصور الإيماني الصحيح الذي تنبثق منهالأقوال والأفعال التي تصدر من المسلم والمسلمة من إعلان الشهادة، إلى لقاء الله،عز وجل، يوم الدين، فلا يرتضي الله من الإنسان قولا وعملا مناقضا لهذه العقيدة التيهي : الإيمان بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين، ولا يرضى الله عنأي نهج لا يقوم على هذا المرتكز. ولابد إذن أن تبنى الحياة في كل مجالاتها على هذهالعقيدة التي نزل بها وحي الله إلى أرض الله، على لسان رسل الله، من آدم إلى محمدصلى الله عليه وعليهم أجمعين.
ولنحاول فيما يلي أن نقتبس من هذهالنقط المضيئة ما نهتدي به إن شاء الله. إن البر هو الخيروالإحسان، وكل ما يجلب الطمأنينة والرضا والشعور براحة القلب والضمير، أما القولبأن البر ليس في التوجه شرقا أو غربا، فلذلك سبب مذكور في التفاسير التي وصلتنا،وهي تتفق على أن المناسبة هي تحويل القبلة من المسجد الأقصى بالقدس، إلى المسجدالحرام بمكة المكرمة، وكانت آية التحويل قد أثارت ردود فعل في كل من اليهودوالنصارى وقريش، وفي ذلك قوله تعالى:﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِن النَّاسِمَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِالْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍمُسْتَقِيمٍ﴾البقرة: 142