Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
albasseira.overblog.com

un blog qui traite des sujets sur l'islam

مدخل لدراسة العقيدة

مدخل لدراسة العقيدة

https://www.facebook.com/hadithecharif

https://www.youtube.com/user/hadithecharif

معنى العقيدة لغة :

مادة عقد تدور بين عدة معان منها : الربط والشد ، والعهد والملازمة والتأكيد.

1/ الربط والشد بقوة يقال: عقد الحبل يعقده عقدا إذا ربطه وشده بقوة.

2/ العهد يقال : بين هذه القبيلة و تلك عقد أي عهد و جمعه عقود و منه قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) أي أوفوا بالعهود التي أكدتموها.

3/ الملازمة : يقال : عقد قلبه على الشيء إذا لزمه ومن هذا الباب ما رواه مسلم في صحيحه برقم (987) عن أبي هريرة أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) فقوله : معقود في نواصيها : أي ملازم لها حتى لكأنه عقد عليها .

4/ التأكيد: يقال عقد البيع إذا أكده ومنه العقد المكتوب في البيع إذ هو لم يكتب إلا بعد إيقاع البيع و تأكيده .

معنى العقيدة اصطلاحا:

( التصديق الجازم فيما يجب لله عز و جل من الوحدانية و الربوبية و الإفراد بالعبادة و الإيمان بأسمائه الحسنى و صفاته العليا ) " الأسئلة و الأجوبة في العقيدة "(ص7 ) للشيخ صالح الأطرم

الرابط بين المعنى اللغوي و المعنى الاصطلاحي :

الارتباط بينهما ظاهر لأن هذا الذي جزم بالشيء و صمم عليه قد ألزمه قلبه و ربطه عليه و شده بقوة بحيث لا يتفلت منه أبدا.

بعض المسميات التي أطلقت على العقيدة:

كلمة العقيدة لم ترد بلفظها في الكتاب و السنة و إن كانت قد وردت مادتها كما بينا في التعريف اللغوي و لم تكن أيضا موجودة في أمهات المعاجم و إن أول من ثم الوقوف على ذكره لجمعها ( عقائد) هو أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ( ت475هـ) في كتاب" الرسالة ".

كذلك أن علماء الأمة في الصدر الأول لم يستخدموا مصطلح عقيدة و إنما استخدموا مصطلحات أخرى.

و أول من استخدم هذا المصطلح و الله أعلم هو الإمام أبو حاتم الرازي (ت 327هـ) في كتاب " أصل السنة و اعتقاد الدين " و تلاه الإمام أبو بكر الإسماعيلي ( ت371 هـ) في كتابه " شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة " و أبو عثمان الصابوني (ت 449هـ ) في كتابه " عقيدة السلف أصحاب الحديث " و أبو بكر البيهقي ( ت 458هـ) في كتابه " الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة و الجماعة " و قوام السنة الأصبهاني ( ت 535هـ) في كتابه " الحجة في بيان المحجة و شرح عقيدة أهل السنة " و غيرهم .

و من ثمرة الوقوف على أسماء هذا العلم: معرفة مصادره الأصلية.

خصائص العقيدة الإسلامية:

تتميز العقيدة الإسلامية عن بقية العقائد بسمات بارزة ومنها:

أنها توقيفية.

أنها غيبية.

التكامل والشمول.

أنها وسطية.

الهدف من دراسة العقيدة:

قال الشيخ عبد العزيز السلمان: "معرفة الله بإثبات ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونعوت الجلال وتنزيهه عن كل عيب ونقص وعن مشابهة المخلوقين وتفريع هذا الأصل العظيم وتقريره والتنبيه على أصول العقائد كلها وعلى أدلة ذلك من الكتاب والسنة والعقل والفطرة وتقرير توحيد العبادة وعبودية الله ومحبته وحده والإنابة إليه ودفع ما يعارض هذه الأصول والرد على المبتدعين المعارضين وذم الغافلين المعرضين، وبيان طريقة أهل السنة والجماعة القائمين بهذه الأصول علما وعملا وحالا ودعوة، وأن يصير الإيمان والتصديق بالأحكام الشرعية متقنا محكما لا تزلزله شبهة من شبه المبطلين". الأسئلة والأجوبة الأصولية (ص:11).

من مسميات هذا العلم :

1/ أصول الدين :

مصطلح " أصول الدين " مركب إضافي لأنه يتركب من مضاف و مضاف إليه .

و لا يمكن التوصل إلى معنى المركب إلا بتحليل أجزائه التي هي " أصول " و " الدين ".

و الأصول جمع أصل و معناه في اللغة أساس الشيء أو ما ينبني عليه غيره كأساس المنزل و أصل الشجرة و نحو ذلك .

و في الاصطلاح : ما له فرع لأن الفرع لا ينشأ إلا عن أصل .

و الدين في اللغة الذل و الخضوع و شرعا هو امتثال المأمور و اجتناب المحظور و المراد به الإسلام

فأصول الدين: القواعد و الأسس التي تصح بها العبادة وتتحقق بها طاعة الله و رسوله بامتثال المأمور و اجتناب المحظور لأن الاعتقاد هو الأصل الذي ينبني عليه قبول الأعمال و صحتها .

فالدين الإسلامي يقوم على عقيدة التوحيد و من هنا سمي علم التوحيد أو علم العقيدة ب" علم أصول الدين "

وقد توالى استخدام الأئمة لهذا المصطلح, فنجد أن الإمام أبا الحسن الأشعري ( ت329هـ) وسم كتابه الذي أبان فيه عن عقيدة السلف أهل السنة و الجماعة ب " الإبانة عن أصول الديانة " وكذا استخدمها أبو حاتم الرازي ( ت327هـ) في كتابه " أصل السنة و الاعتقاد و الدين " وعبيد الله بن محمد بن بطة العكبري (ت 387هـ) في كتابه " الشرع والإبانة عن أصول الديانة " وهو الكتاب الذي يعرف ب" الإبانة الصغرى " وعبد القاهر البغدادي (ت429هـ) في كتابه " أصول الدين " و غيرهم.

تنبيه:

سميت العقيدة هنا بأصول الدين تمييزا لها عن الفروع و لا يظن أحد أن هذه الأصول هي التي تؤخذ فيعمل بها فحسب دون الفروع فهذا فهم خاطىء لأن الدين كل لا يتجزأ فقد ذم الله تعالى أهل الكتاب الذين يؤمنون ببعض الكتاب و يكفرون ببعضه الآخر فقال سبحانه: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) .

2/ السنة:

السنة لغة: من سن يَسِنُّ و يَسُنُّ سنًا فهو مسنون و سن الأمر بينه .

و السنة تأتي لعدة معان منها :

أ / الطريقة المسلوكة سواء كانت محمودة أو مذمومة ومنه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ) رواه مسلم في صحيحه برقم( 1017)

ب/ سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها فما ثبت عنه من قول أو فعل أو وصف أو تقرير قيل له سنة و من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) رواه البخاري برقم (5063) و مسلم (1401)

قال ابن الأثير : "وقد تكرر في الحديث ذكر السنة و ما تصرف منها و الأصل السيرة و الطريقة ) " النهاية في غريب الحديث و الأثر"

ج/ السنة بمعنى الحديث إذا عطفت على الكتاب و منه قوله صلى الله عليه وسلم في ما رواه الحاكم في المستدرك : ( إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله و سنتي ) و منه قول العلماء عند ذكر بعض المسائل : و هذه المسألة دل عليها الكتاب و السنة و الإجماع .

د/ العادة و منه قوله عز و جل : ( سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ) قال ابن كثير في تفسيره: (أي هكذا عادتنا في الذين كفروا برسلنا و آذوهم بخروج الرسول من بين أظهرهم يأتيهم العذاب)

بين مسمى السنة و مسمى العقيدة :

لمكانة العقيدة في الدين أطلق العلماء لفظ "السنة " على ما وافق الكتاب و السنة من قضايا الاعتقاد

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( و لفظ السنة في كلام السلف يتناول السنة في العبادات وفي الاعتقادات و إن كان كثير ممن صنف في السنة يقصدون الكلام في الاعتقادات ) " الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر " ( ص 77).

و يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله: ( مراد هؤلاء الأئمة بالسنة: طريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها هو وأصحابه السالمة من الشبهات والشهوات (.....) ثم صار في عرف كثير من العلماء المتأخرين من أهل الحديث وغيرهم السنة عبارة عما سَلِمَ من الشبهات في الاعتقادات خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكذلك في مسائل القدر وفضائل الصحابة، وصنفوا في هذا العلم باسم السنة لأن خطره عظيم والمخالف فيه على شفا هلكة ). " كشف الكربة في وصف أهل الغربة " –( ص 11-12).

ولما كثرت الفرق و تعددت مشاربها و انتشرت العقائد الضالة أخذ العلماء يطلقون على أصول الدين و مسائل العقيدة اسم " السنة " تمييزا لها عن مقولات الفرق و إن مما كتب من المصنفات تحت اسم السنة :

السنة لابن أبي شيبة ( ت235هـ)

السنة لأحمد بن حنبل ( ت241هـ)

السنة للأثرم أبي بكر أحمد بن محمد بن هانئ (ت273هـ)

السنة لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت275هـ).

3- الفقه الأكبر:

الفقه في الأصل الفهم، يقال: فقه الرجل بالكسر يفقه فقها إذا فهم وعلم وفقه بالضم يفقه إذا صار فقيها عالما، وفقه بالفتح إذا سبق غيره إلى الفهم.

كان الفقه يطلق في القرون الأولى على العلم بأحكام الشريعة كلها ومنه قول صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين" رواه البخاري في صحيحه (71)، قال الحافظ رحمه الله: "من لم يعرف أمور دينه لا يكون فقيها ولا طالب فقه" الفتح (1/218).

وأول من استخدم مصطلح (الفقه الأكبر) هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت (ت:150 هـ) حيث بحث فيه رحمه الله مسائل الاعتقاد.

تنبيه: كما أشرنا عند الحديث على (أصول الدين) فإن الإسلام كل لا يتجزأ فلا يظن البعض أن تسمية العقيدة بالفقه الأكبر يعني إهمال الفقه الآخر –أقصد مسائل الأحكام- وإنما المقصود الاهتمام بالعقيدة والبدء بتصحيحها قبل القيام بأداء الأعمال.

التوحيد:

التوحيد لغة: قال ابن فارس: "وحد الواو والحاء والدال أصل واحد يدل على الانفراد من ذلك الوحدة وهو واحد قبيلته إذا لم يكن فيهم مثله ، قال الشاعر:

يا واحد العرب الذي ما في الأنام له نظير

ولَقِيتُ القوم مَوْحَدَ مَوْحَدَ ولقيت الرجل وحده ولا يضاف إلا في قوله: نسيج وحده. (معجم مقاييس اللغة).

وفي الشرع: إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.

الفرق بين العقيدة والتوحيد:

يجتمعان في أن كلا منهما يثبت الحق بدليله.

أن العقيدة أعم من جهة موضوعها من التوحيد، إذ هي تشمل التوحيد وغيره من المباحث فيدخل فيها أركان الإيمان الستة ويدخل فيها ردود علماء الإسلام على الديانات الأخرى والفرق والتيارات المعاصرة وغيرها بخلاف التوحيد الذي يقتصر على توحيد الله عز وجل وهو أشرف أجزاء العقيدة.

أن الإيمان بالكتب والرسل والملائكة واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره يدخل في إطار العقيدة بالمطابقة وفي التوحيد بالاستلزام.

مؤلفات في العقيدة تحت مسمى التوحيد:

استخدم الإمام محمد بن إسماعيل البخاري (ت:256) هذا المصطلح حين سمى الكتاب الذي خرج فيه أحاديث العقيدة في صحيحه بكتاب التوحيد

أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي (ت:306) فقد سمى الكتاب الذي صنعه في العقيدة بكتاب التوحيد.

أبو أبكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري (ت: 311) حيث وسم كتابه كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل.

أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده (ت:395) إذ ألف كتابه الموسوم بكتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد.

أقسام التوحيد:

ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، أو إلى قسمين: توحيد معرفة وإثبات وهو توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد إرادة وطلب هو توحيد الألوهية.

ومن الآيات التي جمعت هذه الأقسام الثلاثة قول الله تبارك وتعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }مريم65

يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي عن هذه الآية: "اشتملت على أصول عظيمة على توحيد الربوبية وأنه تعالى رب كل شيء وخالقه ورازقه ومدبره، وعلى توحيد الألوهية والعبادة، وأنه تعالى الإله المعبود وعلى أن ربوبيته موجبة لعبادته وتوحيده، ولهذا أتى فيه بالفاء في قوله (فاعبده) الدالة على السبب أي فكأنه رب كل شيء فليكن هو المعبود حقا... واشتملت على أن الله تعالى كامل الأسماء والصفات عظيم النعوت جليل القدر وليس له في ذلك شبيه ولا نظير ولا سمي، بل قد تفرد بالكمال المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات" المواهب الربانية من الآيات القرآنية (ص:44-45).

وهذا التقسيم عقيدة المسلمين قاطبة خلافا لمن أنكره من أهل الزيغ والبدع حيث ادعى بعضهم أن شيخ الإسلام ابن تيمية هو أول من أحدث هذا التقسيم وكذب في دعواه إذ أن الأئمة الأعلام قبل شيخ الإسلام نصوا على ذلك ودونوه في مصنفاتهم فيكون بذلك تقسيما استقرائيا كما قال الشيخ بكر أبو زيد: " هذا التقسيم الاستقرائي لدى متقدمي علماء السلف: أشار إليه ابن منده, وابن جرير الطبري, وغيرهما, وقرره شيخا الإِسلام ابن تيمية وابن القيم, وقرره الزبيدي في ((تاج العروس)) وشيخنا الشنقيطي في ((أضواء البيان)) وآخرين رحم الله الجميع. وهو استقراء تام لنصوص الشرع, وهو مطرد لدى أهل كل فن كما في استقراء النحاة: كلام العرب إلى (اسم, وفعل, وحرف), والعرب لم تَفُهْ بهذا ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب, وهكذا من أنواع الاستقراء". التحذير من مختصرات الصابوني (ص:30).

  • مدخل لدراسة العقيدة
  • https://www.facebook.com/hadithecharif
  • https://www.youtube.com/user/hadithecharif
  • معنى العقيدة لغة :
  • مادة عقد تدور بين عدة معان منها : الربط والشد ، والعهد والملازمة والتأكيد.
  • 1/ الربط والشد بقوة يقال: عقد الحبل يعقده عقدا إذا ربطه وشده بقوة.
  • 2/ العهد يقال : بين هذه القبيلة و تلك عقد أي عهد و جمعه عقود و منه قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) أي أوفوا بالعهود التي أكدتموها.
  • 3/ الملازمة : يقال : عقد قلبه على الشيء إذا لزمه ومن هذا الباب ما رواه مسلم في صحيحه برقم (987) عن أبي هريرة أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) فقوله : معقود في نواصيها : أي ملازم لها حتى لكأنه عقد عليها .
  • 4/ التأكيد: يقال عقد البيع إذا أكده ومنه العقد المكتوب في البيع إذ هو لم يكتب إلا بعد إيقاع البيع و تأكيده .
  • معنى العقيدة اصطلاحا:
  • ( التصديق الجازم فيما يجب لله عز و جل من الوحدانية و الربوبية و الإفراد بالعبادة و الإيمان بأسمائه الحسنى و صفاته العليا ) " الأسئلة و الأجوبة في العقيدة "(ص7 ) للشيخ صالح الأطرم
  • الرابط بين المعنى اللغوي و المعنى الاصطلاحي :
  • الارتباط بينهما ظاهر لأن هذا الذي جزم بالشيء و صمم عليه قد ألزمه قلبه و ربطه عليه و شده بقوة بحيث لا يتفلت منه أبدا.
  • بعض المسميات التي أطلقت على العقيدة:
  • كلمة العقيدة لم ترد بلفظها في الكتاب و السنة و إن كانت قد وردت مادتها كما بينا في التعريف اللغوي و لم تكن أيضا موجودة في أمهات المعاجم و إن أول من ثم الوقوف على ذكره لجمعها ( عقائد) هو أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ( ت475هـ) في كتاب" الرسالة ".
  • كذلك أن علماء الأمة في الصدر الأول لم يستخدموا مصطلح عقيدة و إنما استخدموا مصطلحات أخرى.
  • و أول من استخدم هذا المصطلح و الله أعلم هو الإمام أبو حاتم الرازي (ت 327هـ) في كتاب " أصل السنة و اعتقاد الدين " و تلاه الإمام أبو بكر الإسماعيلي ( ت371 هـ) في كتابه " شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة " و أبو عثمان الصابوني (ت 449هـ ) في كتابه " عقيدة السلف أصحاب الحديث " و أبو بكر البيهقي ( ت 458هـ) في كتابه " الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة و الجماعة " و قوام السنة الأصبهاني ( ت 535هـ) في كتابه " الحجة في بيان المحجة و شرح عقيدة أهل السنة " و غيرهم .
  • و من ثمرة الوقوف على أسماء هذا العلم: معرفة مصادره الأصلية.
  • خصائص العقيدة الإسلامية:
  • تتميز العقيدة الإسلامية عن بقية العقائد بسمات بارزة ومنها:
  • - أنها توقيفية.
  • - أنها غيبية.
  • - التكامل والشمول.
  • - أنها وسطية.
  • الهدف من دراسة العقيدة:
  • قال الشيخ عبد العزيز السلمان: "معرفة الله بإثبات ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونعوت الجلال وتنزيهه عن كل عيب ونقص وعن مشابهة المخلوقين وتفريع هذا الأصل العظيم وتقريره والتنبيه على أصول العقائد كلها وعلى أدلة ذلك من الكتاب والسنة والعقل والفطرة وتقرير توحيد العبادة وعبودية الله ومحبته وحده والإنابة إليه ودفع ما يعارض هذه الأصول والرد على المبتدعين المعارضين وذم الغافلين المعرضين، وبيان طريقة أهل السنة والجماعة القائمين بهذه الأصول علما وعملا وحالا ودعوة، وأن يصير الإيمان والتصديق بالأحكام الشرعية متقنا محكما لا تزلزله شبهة من شبه المبطلين". الأسئلة والأجوبة الأصولية (ص:11).
  • من مسميات هذا العلم :
  • 1/ أصول الدين :
  • مصطلح " أصول الدين " مركب إضافي لأنه يتركب من مضاف و مضاف إليه .
  • و لا يمكن التوصل إلى معنى المركب إلا بتحليل أجزائه التي هي " أصول " و " الدين ".
  • و الأصول جمع أصل و معناه في اللغة أساس الشيء أو ما ينبني عليه غيره كأساس المنزل و أصل الشجرة و نحو ذلك .
  • و في الاصطلاح : ما له فرع لأن الفرع لا ينشأ إلا عن أصل .
  • و الدين في اللغة الذل و الخضوع و شرعا هو امتثال المأمور و اجتناب المحظور و المراد به الإسلام
  • فأصول الدين: القواعد و الأسس التي تصح بها العبادة وتتحقق بها طاعة الله و رسوله بامتثال المأمور و اجتناب المحظور لأن الاعتقاد هو الأصل الذي ينبني عليه قبول الأعمال و صحتها .
  • فالدين الإسلامي يقوم على عقيدة التوحيد و من هنا سمي علم التوحيد أو علم العقيدة ب" علم أصول الدين "
  • وقد توالى استخدام الأئمة لهذا المصطلح, فنجد أن الإمام أبا الحسن الأشعري ( ت329هـ) وسم كتابه الذي أبان فيه عن عقيدة السلف أهل السنة و الجماعة ب " الإبانة عن أصول الديانة " وكذا استخدمها أبو حاتم الرازي ( ت327هـ) في كتابه " أصل السنة و الاعتقاد و الدين " وعبيد الله بن محمد بن بطة العكبري (ت 387هـ) في كتابه " الشرع والإبانة عن أصول الديانة " وهو الكتاب الذي يعرف ب" الإبانة الصغرى " وعبد القاهر البغدادي (ت429هـ) في كتابه " أصول الدين " و غيرهم.
  • تنبيه:
  • سميت العقيدة هنا بأصول الدين تمييزا لها عن الفروع و لا يظن أحد أن هذه الأصول هي التي تؤخذ فيعمل بها فحسب دون الفروع فهذا فهم خاطىء لأن الدين كل لا يتجزأ فقد ذم الله تعالى أهل الكتاب الذين يؤمنون ببعض الكتاب و يكفرون ببعضه الآخر فقال سبحانه: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) .
  • 2/ السنة:
  • السنة لغة: من سن يَسِنُّ و يَسُنُّ سنًا فهو مسنون و سن الأمر بينه .
  • و السنة تأتي لعدة معان منها :
  • أ / الطريقة المسلوكة سواء كانت محمودة أو مذمومة ومنه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ) رواه مسلم في صحيحه برقم( 1017)
  • ب/ سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها فما ثبت عنه من قول أو فعل أو وصف أو تقرير قيل له سنة و من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) رواه البخاري برقم (5063) و مسلم (1401)
  • قال ابن الأثير : "وقد تكرر في الحديث ذكر السنة و ما تصرف منها و الأصل السيرة و الطريقة ) " النهاية في غريب الحديث و الأثر"
  • ج/ السنة بمعنى الحديث إذا عطفت على الكتاب و منه قوله صلى الله عليه وسلم في ما رواه الحاكم في المستدرك : ( إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله و سنتي ) و منه قول العلماء عند ذكر بعض المسائل : و هذه المسألة دل عليها الكتاب و السنة و الإجماع .
  • د/ العادة و منه قوله عز و جل : ( سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ) قال ابن كثير في تفسيره: (أي هكذا عادتنا في الذين كفروا برسلنا و آذوهم بخروج الرسول من بين أظهرهم يأتيهم العذاب)
  • بين مسمى السنة و مسمى العقيدة :
  • لمكانة العقيدة في الدين أطلق العلماء لفظ "السنة " على ما وافق الكتاب و السنة من قضايا الاعتقاد
  • يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( و لفظ السنة في كلام السلف يتناول السنة في العبادات وفي الاعتقادات و إن كان كثير ممن صنف في السنة يقصدون الكلام في الاعتقادات ) " الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر " ( ص 77).
  • و يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله: ( مراد هؤلاء الأئمة بالسنة: طريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها هو وأصحابه السالمة من الشبهات والشهوات (.....) ثم صار في عرف كثير من العلماء المتأخرين من أهل الحديث وغيرهم السنة عبارة عما سَلِمَ من الشبهات في الاعتقادات خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكذلك في مسائل القدر وفضائل الصحابة، وصنفوا في هذا العلم باسم السنة لأن خطره عظيم والمخالف فيه على شفا هلكة ). " كشف الكربة في وصف أهل الغربة " –( ص 11-12).
  • ولما كثرت الفرق و تعددت مشاربها و انتشرت العقائد الضالة أخذ العلماء يطلقون على أصول الدين و مسائل العقيدة اسم " السنة " تمييزا لها عن مقولات الفرق و إن مما كتب من المصنفات تحت اسم السنة :
  • ü السنة لابن أبي شيبة ( ت235هـ)
  • ü السنة لأحمد بن حنبل ( ت241هـ)
  • ü السنة للأثرم أبي بكر أحمد بن محمد بن هانئ (ت273هـ)
  • ü السنة لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت275هـ).
  • 3- الفقه الأكبر:
  • الفقه في الأصل الفهم، يقال: فقه الرجل بالكسر يفقه فقها إذا فهم وعلم وفقه بالضم يفقه إذا صار فقيها عالما، وفقه بالفتح إذا سبق غيره إلى الفهم.
  • كان الفقه يطلق في القرون الأولى على العلم بأحكام الشريعة كلها ومنه قول صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين" رواه البخاري في صحيحه (71)، قال الحافظ رحمه الله: "من لم يعرف أمور دينه لا يكون فقيها ولا طالب فقه" الفتح (1/218).
  • وأول من استخدم مصطلح (الفقه الأكبر) هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت (ت:150 هـ) حيث بحث فيه رحمه الله مسائل الاعتقاد.
  • تنبيه: كما أشرنا عند الحديث على (أصول الدين) فإن الإسلام كل لا يتجزأ فلا يظن البعض أن تسمية العقيدة بالفقه الأكبر يعني إهمال الفقه الآخر –أقصد مسائل الأحكام- وإنما المقصود الاهتمام بالعقيدة والبدء بتصحيحها قبل القيام بأداء الأعمال.
  • 4- التوحيد:
  • التوحيد لغة: قال ابن فارس: "وحد الواو والحاء والدال أصل واحد يدل على الانفراد من ذلك الوحدة وهو واحد قبيلته إذا لم يكن فيهم مثله ، قال الشاعر:
  • يا واحد العرب الذي ما في الأنام له نظير
  • ولَقِيتُ القوم مَوْحَدَ مَوْحَدَ ولقيت الرجل وحده ولا يضاف إلا في قوله: نسيج وحده. (معجم مقاييس اللغة).
  • وفي الشرع: إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • الفرق بين العقيدة والتوحيد:
  • - يجتمعان في أن كلا منهما يثبت الحق بدليله.
  • - أن العقيدة أعم من جهة موضوعها من التوحيد، إذ هي تشمل التوحيد وغيره من المباحث فيدخل فيها أركان الإيمان الستة ويدخل فيها ردود علماء الإسلام على الديانات الأخرى والفرق والتيارات المعاصرة وغيرها بخلاف التوحيد الذي يقتصر على توحيد الله عز وجل وهو أشرف أجزاء العقيدة.
  • - أن الإيمان بالكتب والرسل والملائكة واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره يدخل في إطار العقيدة بالمطابقة وفي التوحيد بالاستلزام.
  • مؤلفات في العقيدة تحت مسمى التوحيد:
  • - استخدم الإمام محمد بن إسماعيل البخاري (ت:256) هذا المصطلح حين سمى الكتاب الذي خرج فيه أحاديث العقيدة في صحيحه بكتاب التوحيد
  • - أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي (ت:306) فقد سمى الكتاب الذي صنعه في العقيدة بكتاب التوحيد.
  • - أبو أبكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري (ت: 311) حيث وسم كتابه كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل.
  • - أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده (ت:395) إذ ألف كتابه الموسوم بكتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد.
  • أقسام التوحيد:
  • ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، أو إلى قسمين: توحيد معرفة وإثبات وهو توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد إرادة وطلب هو توحيد الألوهية.
  • ومن الآيات التي جمعت هذه الأقسام الثلاثة قول الله تبارك وتعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }مريم65
  • يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي عن هذه الآية: "اشتملت على أصول عظيمة على توحيد الربوبية وأنه تعالى رب كل شيء وخالقه ورازقه ومدبره، وعلى توحيد الألوهية والعبادة، وأنه تعالى الإله المعبود وعلى أن ربوبيته موجبة لعبادته وتوحيده، ولهذا أتى فيه بالفاء في قوله (فاعبده) الدالة على السبب أي فكأنه رب كل شيء فليكن هو المعبود حقا... واشتملت على أن الله تعالى كامل الأسماء والصفات عظيم النعوت جليل القدر وليس له في ذلك شبيه ولا نظير ولا سمي، بل قد تفرد بالكمال المطلق من جميع الوجوه والاعتبارات" المواهب الربانية من الآيات القرآنية (ص:44-45).
  • وهذا التقسيم عقيدة المسلمين قاطبة خلافا لمن أنكره من أهل الزيغ والبدع حيث ادعى بعضهم أن شيخ الإسلام ابن تيمية هو أول من أحدث هذا التقسيم وكذب في دعواه إذ أن الأئمة الأعلام قبل شيخ الإسلام نصوا على ذلك ودونوه في مصنفاتهم فيكون بذلك تقسيما استقرائيا كما قال الشيخ بكر أبو زيد: " هذا التقسيم الاستقرائي لدى متقدمي علماء السلف: أشار إليه ابن منده, وابن جرير الطبري, وغيرهما, وقرره شيخا الإِسلام ابن تيمية وابن القيم, وقرره الزبيدي في ((تاج العروس)) وشيخنا الشنقيطي في ((أضواء البيان)) وآخرين رحم الله الجميع. وهو استقراء تام لنصوص الشرع, وهو مطرد لدى أهل كل فن كما في استقراء النحاة: كلام العرب إلى (اسم, وفعل, وحرف), والعرب لم تَفُهْ بهذا ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب, وهكذا من أنواع الاستقراء". التحذير من مختصرات الصابوني (ص:30).
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article