Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
albasseira.overblog.com

un blog qui traite des sujets sur l'islam

عجباً لأمر المؤمن

عجباً لأمر المؤمن

بقلم الشيخ الدكتور/يوسف جمعة سلامة*

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ صُهَيْبٍ - رضي الله عنه- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَِّه -صَلَّى اللَُّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ) عَجَبًا لأَمْرِ ا ؤْملُْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَ .) فَكَانَ خَيْرًا لَهُ

هذا الحديث حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الزهد و الرقاق، باب المؤمن أمره كله خير .

لقد أرشدنا رسولنا – صلى الله عليه و سلم – إلى أن المؤمن دائماً أمره خير،إذا أصابته سراء كان خيراً له ،وإن أصابته ضراء أيضاً كان خيراً له ،لأن في كليهما الخير والثواب ،فهو الرابح في النهاية، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، كما جاء في الحديث السابق،ولله در القائل: قد يُنْعمُ اللهُ بالبلوى وإن عَظُمتْ ويبتلى اللهُ بعض القوم بالنِّعم والمؤمن الذي يعمر الإيمان قلبه، يلجأ دائماً إلى الله تعالى في السراء والضراء ،فهو يصبر على البلاء ،ويرضى بالقضاء، و يشكر في الرخاء، ويسأله العون وتفريج الكروب فهو على كل شيء قدير، لأن ثقته بالله عظيمة، فالليل مهما طال فلا بُدَّ من بزوغ الفجر، و أما غير المؤمن فيضعف أمام الشدائد، فقد ينتحر، أو ييأس، أو تنهار قواه، و يفقد الأمل لأنه يفتقر إلى النزعة الإيمانية،وإلى اليقين بالله، و من المعلوم أن الإيمان نصفه شكر على النعماء، ونصفه صبر على البأساء والضراء.

الشكر عند السراء لقد تحدث القرآن الكريم عن فضيلة الشكر في عشرات الآيات،كما وذكرت الأحاديث الشريفة أن رسولنا – صلى الله عليه وسلم – كان الأسوة الحسنة ، والقدوة الصالحة في الشكر لخالقه عزوجل ،فقد قام – صلى الله عليه وسلم – الليل مصلياً وداعياً حتى تورمت قدماه ، وعندما سُئل – صلى الله عليه وسلم- لِمَ كلّ ذلك يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فكان جوابه-عليه الصلاة والسلام أفلا أكون عبداً شكوراً ومن المعلوم أن الله عز وجل قد وعد الشاكرين بالمزيد من نعمه وخيره وعطائه، فقال سبحانه وتعالى:}لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن لئن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ{ فبالشكر تزداد النعم ، و بالجحود تزول النعم وتنتهي، لذلك يجب علينا أن نشكر الله على نعمه، و ذلك بأن نعطف على الفقراء والمساكين والضعفاء لقوله- صلى الله عليه وسلم-: )ما من يوم تشرق الشمس إلا وملكان يناديان اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر ، » اللهم أ عط ممسكاً تلفاً و يقول أيضاً و هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم .

شُكر المُنْعِم

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه- قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله -صَلَّى ا عَلَيْهِ وَسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ فَإِذَا هُوَ بأَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ قَالا الجوع يَا رَسُولَ لله ، وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا قُومُوا فَقَامُوا ، مَعَهُ فَأتَىَ رجَُلا مِنْ الأنَصَْار فَإذِاَ هُوَ ليَسَْ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ اإمرأة قَالَتْ مَرْحَبًا وَأَهْلا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ ا -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْنَ فُلانٌ قَالَتْ ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنْ الماء، إِذْ جَاءَ الأَنْصَارِيُّ فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ ا -صَلَّى ا عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ الحمد الله ُ مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي، قَالَ - فَانْطَلَقَ فَجَاءَهُمْ بعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ و َتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ كُلُوا مِنْ هَذِهِ، و َأَخَذَ

المدية فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله -صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،» إِيَّاكَ وَ ا لْحلَُوبَ فَذَبَحَ لهَُمْ فَأكََلُوا مِنْ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلكَِ العِْذْقِ وَشَرِبُوا ، فَلَمَّا أَنْ شَبعُوا وَرَوُوا، قَالَ رَسُولُ صَلَّى ا عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَبي بَكْرٍ و َعُمَرَ و َالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ الجوع ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ.

الصبر عند الضراء

فضيلة الصبر من أعظم الفضائل، و منزلة الصابرين عند الله من أشرف المنازل ،و أسعد الناس من رزق لساناً ذاكراً، و قلباً شاكراً، وجسداً على البلاء صابراً ، وذلك هو المؤمن الكامل.

إن أثبت الناس في البلاء وأكثرهم صبراً، أفضلهم عند الله منزلة وأجلهم قدراً، وأشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، فقد جاء في الحديث أي الناس أشدّ بلاء يا رسول الله؟ فقال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان رقيق الدين ابتلى حسب ذاك، وإن كان صلب الدين ابتلى على حسب ذاك، فما تزال البلايا بالرجل حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة، و ما يبتلى الله عبده بشيء إلا ليطهره من الذنوب، أو يرفع قدره و يعظم له أجراً، وما وقع الصابر في مكروه إلا وجعل الله له من كل هم فرجاً ، و من كل ضيق مخرجاً ،و من ضاق بالقدر ذرعاً، و سخط قضاء الله، فاته الأجر وكان عاقبة أمره خسراً، والله عز وجل خاطب المؤمنين بقوله :}وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بشَيْءٍ مِّنَ ا الخوف وَ الجوع وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ ا المهتدون { ، و قوله سبحانه وتعالى أيضاً: ) ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا . يُفْتَنُونَ{

الصبر عند الصدمة الأولى عَنْ أنَسَِ بنِْ مَالكٍِ -رضَِيَ الله عَنهُْ – قَالَ: ) مَرَّ النَّبيُّ -صَلَّى ا عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

بامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ اتَّقِي قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بمُصِيبَتِي وَلَمْ تَعْرِفْهُ فَقِيلَ لَهَا َّإِنَّهُ النَّبيُّ -صَلَّى ا عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَتَتْ النبَّيِّ -صَلىَّ ا عَليَْهِ وسََلمََّ- فَلمَْ تَجدِْ عِنْدَهُ بَوَّابينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى «

فلا تأسف أخي القارئ على مصيبة ألمت بك، من فقد مال، أو موت عزيز ، أو مرض مفاجئ، أو كساد تجارة...الخ، فإن الذي قدرها عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : )مَا يُصِيبُ المسلم مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ، وَلا

هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ –حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا -إِلا كَفَّرَ ا بهَا مِنْ . خَطَايَاهُ(.

إن أولياء الله المصابين المبتلين الصابرين يُنَوّه بهم في الفردوس }سَلاَمٌ عَلَيْكُم بمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ( ، و حقٌ علينا أن ننظر في عوض المصيبة وثوابها وخلفها الخيّر } أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المهتدون{ ومن المعلوم أن رسولنا – عليه الصلاة والسلام- بَين ثواب الصابرين عند

المصيبة، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه - باب من لم يُظهر حُزْنه عند المصيبة، ما رواه أَنَس بْنَ مَالِكٍ -رَضِيَ ا عَنْهُ- يَقُولُ:) اشْتَكَى ابْنٌ لأَبي طَلْحَةَ،قَالَ: فَمَاتَ،وَأَبُو طَلْحَةَ خَارِجٌ، فَلَمَّا رَأَتْ امْرَأَتُهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ هَيَّأَتْ شَيْئًا، وَنَحَّتْهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا جَاء أَبُو طَلْحَةَ، قَالَ: كَيْفَ الْغُلامُ؟ قَالَتْ: قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَد اسْتَرَاحَ، وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهَا صَادِقَةٌ، قَالَ: فَبَاتَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَعْلَمَتْهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَصَلَّى مَعَ النَّبيِّ -صَلىَّ ا عَليَْهِ وَسَلمََّ- ثمَُّ أخَْبَر النَّبيَّ -صَلَّى ا عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمَا كَانَ

مِنْهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَليَهِْ وسََلمََّ لعََلَّ الله أنَْ يبُاَركَِ لكَُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا «.

قَالَ سُفْيَانُ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ: فَرَأَيْتُ لَهُمَا تِسْعَةَ أَوْلادٍ كُلُّهُمْ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لذلك يجب علينا أن تكون ثقتنا بالله عظيمة، وأملنا قوي في غدٍ مشرق عزيز بفضل الله، فما زالت الآيات القرآنية تتردد على مسامعنا :}فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *إنَِّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا{ (،تقول لنا جميعاً: سيأتي الفرج بعد الضيق، و اليسر بعد العسر، فلا نحزن، ولا نضجر،فلن يغلب عسر يسرين بإذن الله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.__

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article