Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
albasseira.overblog.com

un blog qui traite des sujets sur l'islam

تفسير سورة ال عمران من آية 139 الى 149

تفسير سورة ال عمران من آية 139 الى 149

{ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } [الآية 140].

أي : إن أصابكم أذى من عدوكم فلا تهنوا, ولا تحزنوا, بل تجلدوا وتماسكوا فقد أصابهم كذلك ما أصابهم وتماسكوا وهم على الباطل فأنتم أولى بالتماسك وعدم التخاذل منهم لأنكم على الحق ويذكر ربنا سبحانه سنة من سننه فيقول : نحن نصرف ما في العالم من نعم ونقم, بين الناس, فنعطي لهؤلاء تارة, ونعطي لغيرهم تارة أخري وذلك لحكم وعلل كثيرة قد تعلم ويعرفها الناس, وقد لا يعرفها أحد ومن هذه الحكم في هذه المداولة : أربع، ثلاث منها حينما تكون الغلبة على المسلمين وواحدة حينما تكون الغلبة للمسلمين وذلك ليتميز المؤمن المخلص من الذي يرتد عن دينه؛ بسبب المصاعب والمشقات من أجل نصرة هذا الدين وكذلك ليكرم الله بعض المؤمنين بنوال الشهادة , حيث يقتلون في سبيله، ويلاحظ جيدا بعد ذكر هاتين العلتين انه من ليس مجاهدا, أو على نية الجهاد, صادقا مخلصا لله في ذلك فهو ظالم لنفسه والله لا يحب الظالمين ويذكر ربنا عز وجل الحكمة الثالثة, والحكمة الرابعة في قوله تعالى :

{ وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ } [الآية 141]

أي : ليميز الله الذين آمنوا, وأخلصوا لله من غيرهم؛ إن كانت الغلبة لغير المسلمين وكذلك ليمحق الذين كفروا ويهلكهم, ويمحو آثارهم وأفكارهم؛ إن كانت الغلبة للمسلمين هذا ويصحح المولى عز وجل مفهوما مغلوطا يقع فيه كثير من الناس وهو أن دخول الجنة يكون بدون جهاد , وصبر حيث يقول :

{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } [الآية 142]

أي : هل ظننتم أن دخول الجنة يكون بلا جهاد للنفس والهوى والشهوات والشياطين؛ إمتلاكا لأسباب القوة, و استعلاء على الوقوع في مستنقع الرذائل؟ وكذلك بلا جهاد الأعداء نشرا للدين, ودفاعا عن أهله وصيانة لحرماته ومقدساته؟ وظننتم كذلك أن دخول الجنة يكون بلا صبر على فعل الطاعات, وعن ارتكاب المعاصي, وعلى التحمل عند الابتلاءات, وعلى الثبات والقوة في ميادين الجهاد إن كنتم تظنون ذلك فأنتم على خطاء كبير، ثم وبخ الله الذين تمنوا الحرب في يوم أحد، وهو توبيخ لكل من كان مثلهم حيث يقول :

{ وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } [الآية 143]

إذ قلتم ليت لنا يوما كيوم بدر, لننال ما نال شهداؤه فتمنيتم الحرب, وتسببتم فيها وقد وقعت, ثم خالفتم, ولم تلتزموا تعاليم قيادتكم, فانهزمتم ولعله – كذلك – توبيخ على تمنى الموت؛ حيث إن في تمنيه تمني غلبة الكافرين، بل على المسلم أن يتمنى الشهادة؛ لينال كرامتها، ولينتصر الإسلام والمسلمون .

وفي الصححين من حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تتمنوا لقاء العدو, وسلوا الله العافيه, فإذا لقيتموهم فاصبروا, واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، هذا ولما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد ولما قال أحد المشركين, وأشاع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل، ولما بدأ الضعف يدب في نفوس بعض المسلمين؛ بسبب ذلك أعطى الله المسلمين درسا يفيدهم ومن بعدهم, إلى يوم الدين حيث قال :

{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ } [الآية 144]

أي : محمد صلى الله عليه وسلم رسول كالرسل وقد مضت الرسل, وماتوا من قبله وسيمضي هو كما مضوا، ويموت كما ماتوا من قبله وكما أن أتباع الرسل السابقين عليهم السلام ظلوا متمسكين بدينهم بعد وفاة رسلهم فعليكم أن تتمسكوا بدينه, وتنشروا تعاليمه, وتجاهدوا من أجله , بعد وفاته ولا ينبغي أن يكون منكم ترك لذلك, أو ضعف عنه، ثم قال تعالى مستنكرا على من ضعف منهم أفإن مات, أو قتل تركتم هذا الدين، على كل حال من يرتد عن هذا الدين, بسبب موت النبي, أو بسبب معاداة دينه, ومحاربة تعاليمه, أو انكار صلاحيتها فلن يضر إلا نفسه أما من ثبت على كل حال, وقام بطاعة الله, وقاتل عن دينه, واتبع رسوله حيا وميتا فهو من الشاكرين لنعمة الإسلام, وسيجزيهم الله خير الجزاء.

وبعد هذا – أيها الكرام – يشجع الله الجبناء, ويبث فيهم الثقة, ويرغبهم في الجهاد. إذ يقول :

{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ } [الآية 145]

نعم فإن الإقدام أو الإحجام لا ينقص من العمر, ولا يزيد فيه؛ حيث إنه لكل أجل كتاب ؟، فلم انهزمتم؟ والهزيمة لا تدفع الموت والثبات لايقطع الحياة ؟ على كل حال من كان عمله للدنيا فقط نال منها ما قدره الله له, ولم يكن له في الآخرة نصيب ومن قصد بعمله الدار الآخرة أعطاه الله منها, مع ما قسم له في الدنيا وسنعطى الشاكرين من فضلنا ورحمتنا في الدنيا والآخرة , بحسب شكرهم لنا , وعملهم لمرضاتنا.

وبعد ذلك – أيها الأحبة في الله – يقول ربنا تبارك وتعالى, مسليا للمسلمين عما وقع في نفوسهم يوم أحد وهو- في ذات الوقت – تعليم لهم إلى يوم القيامة

{ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } [الآية 146

أي : وكم من نبي قاتل معه من أصحابه ربانيون, عالمون,عاملون, أتقياء فصبروا, ومافروا عندما قتل نبيهم, وما ضعفوا عن القتال في سبيل الله, وما استكانوا وسكتوا عن الجهاد والله يحب الصابرين على الإسلام، المتمسكين به, المجاهدين أعداءه, من أجل نشره, وإعلاء مبادئه وبعد أن بين الله تعالى محاسن أهل الإيمان الفعلية يبين محاسنهم القولية حيث القول عز وجل :

{ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [الآية 147]

أي : لم يكن لهم من قول, ولا على ألسنتهم من كلام في كل حال - وبالأخص عند الشدائد , ولقاء العدو - إلا هذا الدعاء ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا مقدمين طلب المغفرة على ما هو الأهم بالنسبة لحالهم؛ لتكون الإجابة أقرب إليهم, لما في ذلك من الخضوع لله, والركون لجنابه سبحانه إذ قالوا بعد ذلك داعين وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ولذلك استحقوا ما ذكره الله تعالى في قوله :

{ فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [الآية 148]

أي : جمع الله لهم خيري الدنيا والآخرة, ففي الدنيا النصر, وفي الآخرة المغفرة والجنة وهو جزاء حسن يناسب المحسنين, الذين يحبهم الله تعالى وبعد هذا البيان الإلهي لحال الربانيين, وجزائهم عند ربهم يزجر الله المؤمنين, ويبعدهم, وينفرهم عن متابعة الكفار, وطاعتهم حيث يقول :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ } [الآية 149]

وذلك : لأن طاعتهم تورث الهلاك في الدنيا والآخرة, حيث إنهم يردوكم عن دينكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين ولهذا يأمر ربنا تبارك وتعالى أهل دينه, وأتباع نبيه عليه الصلاة والسلام بطاعته, وموالاته, والاستعانة به, والتوكل عليه

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article