Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
albasseira.overblog.com

un blog qui traite des sujets sur l'islam

تفسير سورة ال عمران من آية 111 الى 118

تفسير سورة ال عمران من آية 111 الى 118

{ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } [الآية 111]

أي : ضررا جزئيا, بسيطا, لا يصل أبدا - بإذن الله تعالى – لدرجة : القضاء عليكم, وإنهاء وجودكم وإذا حدث قتال بينكم – يا مؤمنين – وبينهم لا يثبتون أمامكم, بل يولوكم الأدبار، أي يفرون منهزمين ولا يكون لهم نصر عليكم أبدا وهذه بشارة عظيمة للمؤمنين, يوم أن يحققوا في أنفسهم وبأنفسهم الإيمان، وبخاصة مع اليهود الذين :

{ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } [الآية 112]

أي : لزمتهم وفرضت عليهم الذلة, أينما وجدوا, في كل دولة يعيشون في ظلها, وخوفهم الدائم فيها مما يضطرهم إلى فعل الذليل من الأعمال, والأحوال؛ نفاقا واتقاء شر يلحق بهم.ولا ترفع عنهم هذه المذلة إلا بواحد من أمرين، حبل من الله, أي : إمداد من الله لهم, و سلطان يعطيه سبحانه إياهم علينا؛ بسبب ذنوبنا وظلمنا, وبعدنا عن الإيمان، أو حبل من الناس أي : إمداد من الناس, كما هو مشاهد من مساندة قوى الظلم لهم في تمكينهم, وتخاذل أهل الحق عن قطع حبل المودة لهم, والخوف منهم, والتعاون معهم، وكما لزمتهم الذلة أيها الكرام فقد لزمهم غضب الله عز وجل, ويرجعون بعقابه الأليم يوم القيامة .

وثالثا : لزمهم خوف الفقر, حتى مع غناهم, وامتلاكهم لبيوت المال في العالم وكانت هذه الذلة لهم, والغضب عليهم, والمسكنة فيهم لأنهم كفروا بآيات الله, وقتلوا أنبياءهم؛ حيث إن من طبيعتهم ارتكاب المعصية وممارسة العدوان

{ ليْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ } [الآية 113]

أي : ليسوا على شاكلة واحدة، حيث إنه كما أن فيهم من ضربت عليهم الذلة والمسكنة ففيهم كذلك جماعة مستقيمة, ثابتة على الإسلام, قائمة بأمر الله, مطيعة لشرعه, متبعة لنبيه صلى الله عليه وسلم، ويكثرون التهجد, ويتلون القرآن في صلواتهم خلال قيام الليل وليس هذا فقط بل إنهم :

{ ؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ } [الآية 114]

أي : هؤلاء الموصفون بهذه الصفات هم من جملة عباد الله الصالحين , الذين رضي الله عنهم، ثم يطمئن ربنا تبارك وتعالى أصحاب الطاعات, والمسارعين في الخيرات على حفظ حقوقهم, وعدم ضياع ثواب أعمالهم بقوله جل شأنه :

{وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ } [الآية 115]

أي : والذين يفعله هؤلاء الصالحون من أهل الكتاب, - أو من غيرهم من المسلمين بالضرورة – من خير – مع الله , أو مع الناس – فلن يضيع ثوابه, أو يحرموا أجره أبدا حيث أنه، أي : لا يخفى عليه سبحانه أمرهم, ولا يضيع لديه ثوابهم, بل يجازيهم أعظم الجزاء.

أيها الكرام من تكريم الله لعباده المؤمنين الصالحين أنه يعمل على تثبيتهم على ما هم فيه, وإراحة أنفسهم بالحق الذي همم عليه وذلك بكل السبل والوسائل التي تحقق ذلك، وقد يكون ذلك أحيانا ببيان بعض أحوال أعدائهم, وكشف هوانهم على الله تعالى, وخيبة أملهم بضياع ما يعتمدون عليه, ويستندون – في كفرهم بالله – إليه ومن ذلك ما نقرؤه الآن سويا إليه, حيث يقول عز من قائل :

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئًا وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [الآية 116]

أي : لا ينفع الكفار, ولا يدفع عنهم عذاب الله تعالى دفع الأموال, ولا حماية الأولاد، التي كانوا يظنون أنها تنفعهم، وهؤلاء داخلون في النار, ليس لهم غيرها, مقيمون فيها لا يخرجون منها أبدا ويضرب المولى سبحانه – مثلا – لما كانوا ينفقون في الدنيا وهم يظنون أنه نافعهم، وهو في الحقيقة ليس بنافعهم فيقول :

{مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [الآية 117]

أي : إن الذي ينفقون من أموالهم, حال كفرهم بالله, مهما كان قصدهم بإنفاقها فهي مثل ريح, فيها برد شديد, في يوم عاصف, أصابت أرض قوم آن أوان حصاد ثمارها، فأهلكته, لأنهم ظلموا أنفسهم بالذنوب والمعاصي وليكن معلوما جيدا, وواضحا جدا أنه لا يظلم ربك أحدا فأصحاب الذرع كان إهلاك ثمارهم؛ عقوبة لهم على معاصيهم والمنفقون من أهل الكفر لم تقبل نفقاتهم لعدم إيمانهم بالله تعالى.

أيها الأحباب في الله لاحظوا أن فيما قرأنا من الآيات الكريمة عن هؤلاء الكفار وفعلهم فيه التحذير لنا, والتنبيه الشديد على عدم الوقوع فيما وقعوا فيه من أخطاء حتى لا ينالنا ما ينالهم من عقاب بل أكثر من هذا حيث ينهانا رب العزة أن نتخذ من هؤلاء الكافرين بطانة من الخبراء والمستشارين, نطلعهم على أسرارنا, ونكشف لهم أحوالنا وجميع أمورنا, لما في ذلك من الخطورة علينا حيث يقول تبارك وتعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } [الآية 118]

وذلك : لأنهم لا يألونكم خبالا أي : لا يقصرون في إفساد دينكم أيها المؤمنون, بتشويه تعاليمه, وانتقاص صلاحيته، كما لا يقصرون في إفساد أمركم, حيث يسعون بالإيقاع بينكم, وتفريق كلمتكم, وتوهين قوتكم, وإضعاف وحدتكم، بما يملكون, ويستطيعون من المكر والخديعة، وما كل ذلك إلا لرغبتهم الشديدة , في إضراركم دينا ودنيا, أشد الضرر وأبلغه، وهم مع ضبطهم لأنفسهم, وكتمانهم لعداوتهم لكم ينفلت من ألسنتهم ما يعلم به بغضهم للمسلمين, حتى ولو علل بعضهم، ما يظهر من ذلك بأنه (زلة لسان) ومع كل ذلك فإن ما تخفيه صدورهم من البغض لدينكم، والعداوة لكم أكبر مما قد ظهر على صفحات وجوههم, وزلات ألسنتهم، وقد وضحنا لكم أيها المؤمنون الآيات الدالة على وجوب الإخلاص لله تعالى, وموالاة أوليائه, والحذر من أعداء الإسلام, وعدم اتخاذهم بطانة لكم ومستشارين، وهذا التوضيح من اجل أن تعقلوا هذا الأمر فتفهموه جيدا, وتعرفوا أضراره عليكم منهم؛ فتلتزموا فيه بتعاليم ربكم، وبعد هذا التوضيح ينبه الله المؤمنين على خطئهم في موالاة أعدائهم وعدم البراءة منهم , والقطيعة لهم , والبعد عنهم

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article